الموضوع: آداب الطريق والسلامة المرورية
الخطبة الأولى
الحمد لله جعل
النعماء لمرضاته سبلًا وطرائق، ونهانا أن تُعقّب حوادث ومضائق، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تجلي بأنوارها غياهب وحقائق.. وأشهد أن سيدنا
ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله.. بدّد بالوحي المنير ظلماتٍ وعوائق، صلى الله
وبارك عليه وعلى آله المصطفين خلائق، وصحبه الزاكين علائق، والتابعين ومن تبعهم
بإحسانٍ ما أخلف كر الملوان ثواني ودقائق، وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله..
اتقوه في الرخاء والبَاس، واعلموا أن تقواه -سبحانه- أزكى الغراس، وفيها النجاة
-وايم الله- في الأرماس: "وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ". [البقرة:197].
أيُّها المسلمون: لقد شملت تعاليم الإسلام جميع
نواحي الحياة، ودعت إلى محاسن الآداب ومكارم الأخلاق التي تنظّم الحياة الخاصة
والعامة، ومن هذه الآداب الرفيعة:
آداب الطريق التي ينبغي أن يلتزم بها الناس عامة،
والسائقون خاصة, فالطريق ملك لكل الناس، وللجميع حق الانتفاع به, وقد بين نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم أن للطريق حقوقا, ولما سئل عنها ذكر منها: "وكفّ
الأذى".
فكف الأذى من حقوق الطريق، والعبث بأمن الطريق
وإزعاج الآخرين قد نهى عنهما الإسلام، وإن مخالفة أنظمة المرور والسير وما تسببه
من كوارث وحوادث هي من الأذى الذي حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه
وإزالته عن الطريق، فقال صلى الله عليه وسلم "بينما رجل يمشي بطريق، إذ وجد
غصن شوك على الطريق فأخَّرهُ فشكَرَ الله له فغفر له"، وقال: "وإماطتك
الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة".
أيها
المسلمون: إن آداب الطرق وأخلاق السير، مشكلة كبرى للإنسانية. فقد اهتمت بها
التشريعات السماوية والتشريعات الوضعية، فالطريق حق مشترك للمارة، ينبغي إفساحها
وإزالة الأذى والعراقيل عنها، والذين لا يفعلون ذلك، إنما يعوقون حركة المجدّين في
السير.
ألم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أزال ما يؤذي الناس في طريقهم
جزاؤه الجنة؟. فكيف
تكون العقوبة لمن يتعمد إضرار الناس وإيذاءهم في طرقاتهم؟. أخرج الطبراني من حديث
حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من آذي
المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم".
إن عليك أيها المسلم بتقوى الله، والتبصّر في
أمرك، وعليك أن تعين الآخرين. واعلم أن الطريق ليس لك وحدك،
بل هو مشترك لك ولغيرك، فإياك أن تزجّ بنفسك وأن تتلف الأموال أو تجني على النفوس.
تدبّر وتعقّل في أمرك. فالإسلام أحاط الحركة والسير على
الطرقات بجملة من الأخلاق والآداب، تضمن للناس والمجتمع السلامة المرورية، وتُوسّع
على الناس الطرقات مهما اشتد الزحام وكثرت وسائل النقل، نذكر منها:
إنّ
على الراجلين أن يسيروا على الرصيف، وهو لذلك جعل. وإذا أراد أحدٌ أن يعبر إلى الجانب
الآخر من الشارع، فلا يعبر من أي مكان، فهناك ممر خاص للمشاة، فإن لم يفعل ذلك
فإنما هو يعيق المارين ويسبب لهم الأذى. وإذا لم يكن من خلال الشارع المراد عبوره ممرٌّ آمن للعبور, فلا يجازف
والأفضل أن يبحث عن مكان آمن يتيح له رؤية السيارات، ويتيح للسائقين مشاهدته
بوضوح. واعلموا ـ أيها الكرام ـ إن التقيد
بأنظمة المرور كالإشارات الضوئية مثلا إنما رتبت لمصلحة الجميع. ثم إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: "من
آذي المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم".
أيها المسلمون: إن رعاية حق الطريق، وأداء حقه
والالتزام بآدابه من أوضح ما اعتنى به ديننا الحنيف، فقوله صلى الله عليه وسلم: "أَعْطُوا
الطَّرِيقَ حَقَّهُ". قاعدة ثمينة يجب علينا جميعًا أن نُطبقها في حياتنا وأن
نفعِّلها في تعاملاتنا، وأنْ نراعيها ونحن نستعمل الطريق، لنسلمَ وليسلمَ الناس منا.
وأنت يا صاحب السيارة: اعلم أنّ الطريق ليس لك
وحدك، فمَن خلفك ومَن أمامك وعن جانبيك، كلهم شركاء لك في الطريق، وكلٌّ مثلك يريد
قضاء حاجته، فلنكن متواضعِين في أنفسنا، ولنجتنب الغرور والخداع. نقول هذا، لأننا
نرى بعضا من أصحاب السيارات يسوقون بتهور، وكأن الطريق لهم وحدهم، يتجاوزون عن
اليمين والشمال، يتسابقون في الطرقات العامة سباقا لا لهدف سليم، ولكن مفاخرة
وإعجابا بالنفوس، وقد نقول: بسيارات ما تعبوا على أثمانها، ولا بذلوا فيها جهدا،
هيأها لهم آباؤهم، فهم لا يبالون، أتلفوا اليوم ويعوضون غدا، أو مؤمَّن عليهم لا
يبالون بما يفعلون.
وتعجب
أكثر عندما ترى أن بعضا من سواق سيارات الأجرة يتوقف فجأة بسيارته متى ما رأى من
يشير إليه، دون مبالاة بالطريق ومَن خلفه ومن أمامه، كل هذه التصرفات الخاطئة تحمّل
المسلم إثما عظيما. وما مردّ ذلك إلا غياب الأخلاق والسلوك والجهل الذريع
بأنظمة السير وقواعد المرور.. وقبل ذلك وبعده غياب خلق الحياء الذي هو من الإيمان.
فلا
يغرنك ـ أخي ـ أنك ماهر ومفنن في قيادة السيارة، أو أنّ عندك شهادة التأمين، وأن
مؤسسة التأمين ستعفيك عن المسؤوليّة، إن أعفيت عن المسؤولية في الدنيا فبأي شيء
تلاقي الله يوم قدومك عليه؟!
ألم يعلم
هؤلاء وهؤلاء، أن سيّدَ ولد آدم، إمامَ المتّقين وسيِّد الأوَّلين والآخرين، محمّداً
بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه- رسم
لأمته كيف التعامل أثناء الزحام، وكيف السّير أثناء الكَثرة؛ انصرف ـ صلى
الله عليه وسلم ـ من عرفة إلى مزدلفة، فكان على ناقته يشنق لها الزمام، إن رأى سعة
نصَّ، وإن رآى ضِيقا تمهّل في السير.
هكذا كان
صلى الله عليه وسلم، وهو قدوة المسلمين وإمامهم، والصحابة يحبونه فوق محبتهم لأنفسهم
وأهليهم وأموالهم، وبالإمكان أن يفسح الطريق له وأن يكون المقدم عليهم كلهم، لكنه
سلك هذا المسلك العظيم، مسلك تربية الناس وإعلامهم كيف السير عند الزحام، لم يسرِع
ولكنه كان يتمهل، إن رأى سعة نصَّ، أي: أسرع، وإلا مشى العنَق مشيا خفيفا، وكان
يشير إليهم بيده: السكينةَ، السكينةَ، يمنعهم من أن يؤذي بعضهم بعضا ويهلك بعضهم
بعضا، وفي هذا الذي ذكرنا يوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه
ليس من البر ولا الوقار ولا الحكمة ولا الفتوة أن يجعل الإنسان من سيارته آلةً
قاتلة تسير بسرعة جنونية فتحصد الأرواح، وتروع الآخرين.
فيا رعاكم الله: لا تهلكوا مع الهالكين،
وعليكم بأسباب السلامة التي هي الرفق والانتباه للطريق واليقظة الدائمة مع
الاعتماد على الله، والمحافظة على الأنفس والأموال، والتزام الأدب والطمأنينة
واتباع أنظمة المرور، حتى لا تكونوا من المتسببين في إزهاق نفس كانت في الوجود، واعلموا أنه لا بد من التربية والتوجيه من أجل بناء إرادة قوية ومسلكٍ
صحيح، لوقف النزوات الطائشة للمشاة أو أصحاب السيارات، في فعل حضاريّ ذي أبعاد
إنسانية نبيلة، يمتزج فيه الرفق مع الصرامة، والعقاب مع التوجيه، والتربية مع
المحاسبة، جدية من خلال احترام النظام والدقة في تطبيقه، والعدالة في تنفيذه،
والقدوة في التزامه، يكون فيه الأب لأبنائه قدوة، والمعلم لتلاميذه قدوة، والمسئول
لمن تحته قدوة، ورجل الأمن لغيره قدوة. لا بد مع معالجات السلوكيات الخاطئة،
والمفاهيم المغلوطة، وممارسات المراهقين والأحداث وتهورات الشباب. فالمسلم مأمور بأن يوفر الأمن في
الطريق لنفسه ولغيره، قال صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". وقد حذر صلى الله عليه وسلم من
ترويع الناس وإيذائهم في طرقهم فقال: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ
مُسْلِمًا". فالمسلم مطالب بالبعد عن كل اشكال الضرر، وهو مطالب باجتناب جميع
أنواع الفساد. لقوله تعالى: "وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلاحِهَا".
ألا فاتقوا الله رحمكم الله،
والتزموا آداب دينكم، فالسير الآمن مقصدٌ من مقاصد الشريعة، ووصفٌ بارز من صفات
عباد الرحمن: "الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً". [الفرقان:63]. وأدب رفيع
من آداب القرآن الكريم: "وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ
تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً". [الإسراء:37].
أسأل الله أن يوفقنا لأحسن الأخلاق والآداب لا يوفق إلى
أحسنها إلا هو سبحانه، وصلى الله وسلم...
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا
مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا
كثيرًا إلى يوم الدين.
أمّا
بعد: فعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
"الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً,
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ
الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ".
عباد الله: نعم.. جولة بسيطة في أيّ شارع من
شوارع مدينتنا لا تحتاج لعناء، لنجد كوما هائلا من المخالفات المرورية، فهذا مسرِع
بل الأغلبيّة مسرعون، وذلك يتجاور عن اليمين، وهذا يقف وقوفا خاطئا، وذلك يريد أن
يتخطى الآخرين، وآخرون واقفون في وسط الطريق للسلام، وآخر قاطع لإشارة المرور، وذلك
يتجاوز لأن يكون هو الأول، وآخر لا يعرِف حرمة لإشارات الوقوف، وآخرون قد أزعجوا
من حولهم بأصوات الموسيقى. وما إلى ذلك مما تعرفون.
أيها المسلمون: تلك هي أحوال الأذى في طرقنا، وأنا أعلم
وتعلمون أن القوانين تفرض عقوبات رادعة لمخالفي قانون المرور، ولكن ـ أحسب ـ أنها
لا تؤدّي نتائجها، ولا يزول هذا الأذى من طرقاتنا، إلا إذا طبقنا إحدى الشعب التي
ذُكرت في الحديث النبوي الشريف، فالشعور الداخلي بجمال الخير وقبح الشر، بحيث تنفر
النفس من الشيء القبيح، وتسرّ بالشيء الجميل، إن هذا الأمر لا يحدث إلا بالمعرفة
الصحيحة بما جاء به الدين، هذه المعرفة تتحوّل من فكرة إلى شعور، ومن علم إلى
تذوق. فيستطيع الإنسان أن يفرق بين الخير والشرّ، والنافع والضارّ، والمباح
والممنوع، بحيث يصبح مؤمنا يستفتي قلبه، وإن أفتاه أهل الفتوى، وإن خلا الطريق من
رجال شرطة المرور. فالحياء لا يأتي إلا بخير، ولهذا شوّق النبيّ صلى الله عليه
وسلّم أصحابه ورغّبهم في أن يتحلّوا بالحياء. فقال: "والحياء شعبة من
الإيمان".
أصدر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قانونا يمنع
غشّ اللبن، وذلك بخلطه بالماء، ولكن هل تستطيع عين القانون أن ترى كلّ مخالف، وهل
تستطيع يده أن تقبض على كلّ غاشّ. الإيمان هو الذي يعمل عمله في هذا المجال. ها هي الأمّ تقول لابنتها:
"قومي إلى اللبن فامذُقيه"، (اخلطيه بالماء). ولكن هذه البنت تذكّر
أمّها بأن أمير المؤمنين منع هذا. فتقول الأم: "أين نحن من أمير المؤمنين،
إنه لا يرانا؟. وتردّ الإبنة بالجواب المفحم: "إن كان أمير المؤمنين لا
يرانا، فربّ أمير المؤمنين يرانا"!
هذه هي أخلاق المجتمع المسلم في
دفع الأذى، فالأخلاق التي لا يرعاها ضمير مؤمن، فهي على حدّ قول الشاعر:
كمثل
الطّبل يسمع من بعيد وباطنه من الخيرات خال
فهل نجد سائقا يتوقّف أمام
إشارة الوقوف الإجبارية دون مراعاة لرجال شرطة المرور؟.
وهل نجد سائقا يسير بسرعة
متّزنة غير خائف من جهاز رصدِ السرعة. (الرادار)؟.
وهل نجد مارّا يعبُر الطريق من
الممرّ الخاص بالراجلين امتثالا لضميره وإيمانه؟.
أيها المسلمون: إنّ هذا هو الإيمان، فالإيمان
ليس مجرّد إدراك ذهني أو تصديق قلبي غير متبوع بأثر عملي في الحياة.. كلا، إنه
اعتقادٌ وعملٌ وإخلاصٌ. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع
وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن
الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
فاتقوا الله ـ عباد الله ـ: واستمعوا إلى
توجيه نبيكم صلى الله عليه وسلم، واعلموا أن الطريق مرفق عامّ، من حقّ كل شخص
الإستفادة منه دون أن يتعرَّض لأذىً أو مضايقة من أحد، والمطلوب من المسلم أن
يُبعد ويَبتعد عن كل ما يسبّب ضررا للآخرين. واتقوا الله في
أنفسكم وفي أولادكم وفي إخوانكم، والتزموا بحفظ نظام السير وتعاونوا معا لمصالح
المسلمين، وتعاونوا على البر والتقوى ليحصل بذلك الأمن والسلامة لجميع المسلمين.
نسأل الله
سبحانه وتعالى أن يوفقنا لذلك، وأن يجعلنا ممن يحفظون دماء المسلمين وأعراضهم
وأموالهم، وأن يكتب لنا وللمسلمين جميعًا السلامة والعافية في البر والبحر،
وأن يحفظ أهلنا وأبناءنا وبناتنا وبلدنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين، اللهم
آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفق ولي أمرنا إلى ما تحب
وترضى، وهيِّئ له البِطانة الصالحة، يا سميع الدعاء، اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا. اللهم أحسِن
عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم أصلِح لنا ديننا
الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتنا التي
إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل
خير، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر. اللهم إنا
نسألك أن تكفينا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك
وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب
العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نجعلك في
نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ
المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غير
مفتونين. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع
سخطك. (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب
العالمين.