موضوع الخطبة: العيد رسائل فرح رغم الألم
الخطبة الاولى
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر،
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر ما قام مصلّ لله في السحر واستغفر، الله
أكبر ما أشرق صباح العيد وأسفر، الله أكبر ما أدّى المؤمن زكاة فطره وتطهّر، الله
أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا..
الحمد لله الرحيمِ الغفَّار المَرجوِّ ثوابُه،
العزيزِ الجبَّار المَخشيِّ عذابه، المتكبِّرِ القهَّار المَرهوبِ عقابُه، الجوادِ
الكريم الذي شمِل العالَمين إنعامُه، وعمَّ جميعَ المخلوقين إكرامُه، وأشهد أنْ لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الموصوف بالخلق
العظيم، والرحمة بالمؤمنين، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آل بيته الطيبين
الطاهرين، ورضي عن أصحابه أجمعين.
أما بعد، فاتقوا الله ـ عباد الله ـ واشكروه على ما منّ به عليكم من إتمام شهر الصيام،
وسلوه القبول والغفران، واعلموا أن هذا اليومَ يومُ عيد يفرح فيه المؤمنون بما منَّ
الله به عليهم من نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام، "قُلْ بِفَضْلِ
اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ". يونس: 58.
أتاكم العيد بالأفراح فاحتفلوا * وأكثروا من تهاني العيد
واتصلوا
وبلّغوا الأهل والأصحاب تهنئة
* بالعيد يزهر فيها الحب والأمل
أيها المسلمون: لقد اكتست الجزائر المحروسة ـ والحمد لله ـ حلّة زاهية
مفعمة بالنفحات الإيمانية والبركات الربانية خلال شهر رمضان الفضيل، ورغم الألوان
القاتمة التي رسمتها جائحة كورونا إلا أنه ساد فيه جو من الخشوع المخضّب بالفرحة
على وجوه الناس بعد أن رفع الله الحجر الصحي وتبسَّمت
لهم الدنيا، أرضُها وسماؤها شمسُها وضياؤها،
فصاموا لله عدّة رمضان كاملة وقاموا لياليه وأدّوا زكاة فطرهم، وها هم خرجوا لصلاة
العيد يكبّرون الله على ما هداهم إليه، وقد امتلأت قلوبهم فرحًا وسرورًا، يسألون
الله الرضا والقبول، ويحمدونه على الإنعام بالتمام.
كيف لا؟
ورمضان يأتي كل عام حاملًا لنا فيضًا من الهدايا والمنح الربانية السخية؟. وكيف
لا؟، وهو الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن، قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ". البقرة:185، قال ابن كثير في هذه الآية:
"يمدح ـ الله ـ تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن
لإنزال القرآن العظيم". الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.
ولله الحمد.
أيها
المسلمون: وإن من رسائل العيد أن الله أراد لنا
الخير من كل أطرافه، وأتم علينا نعمته من كل جوانبها، وحبّب إلينا ما شرعه لنا من
الخير، فقال تعالى في تضاعيف آيات الصيام: "يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". البقرة: 185. فأبشروا يا عباد الله بفضل الله، وأبشروا
يا عباد الله بعطاء الله، وأبشروا يا عباد الله عند لقاء الله، فاليوم يوم الفرح
والسرور، ويوم القيامة توفون أعظم الأجور. جاء في الحديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ
وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ، فَإِذَا صَلَّوْا، نَادَى
مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى
رِحَالِكُمْ، فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي
السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ» أخرجه الطبراني وغيره، وفي إسناده ضعف، ولكن له
شواهد مرفوعة وموقوفة، تقوي الاستشهاد به في فضائل الأعمال.
فيأيها المعيّدون: إنكم في يوم من أيام الله، إنه يوم عيد الفطر المبارك
الذي جعله فرحة للصائمين، ومكرمة للقائمين؛ روى البخاري رحمه الله من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -ﷺ- قال:
"لِلصّائِمِ فَرْحَتانِ يَفْرَحُهُما، إذا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ
رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ"، فإن من
رسائل العيد تأكيد على سمو شريعة الإسلام ومبانيه العظام. قال ابن الأعرابي: "سمّي عيدًا لأنّه
يعود كلّ سنة بفرح متجدّد". وهذا المعنى في العيد هو الوارد في السنة النبوية
الصحيحة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من الأنصار
تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر:
أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ﷺ؟، فقال رسول اللهﷺ: "يا أبا بكر، إنّ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا".
أخرجه البخاري، فافرحوا بهذا العيد،
افرحوا رغم الوباء؛ فرسالة عيد الفطر في ظل جائحة كورونا تعلمنا أن الفرح يجلو
الأحزان، وإن المنح تستخرج من المحن، والمؤمن دائم الفرح بالله تعالى وبطاعته،
دائم الرضا بقضائه وقدره، ومن رضي عن الله تعالى رضي الله تعالى عنه وأرضاه. وتذكروا أن فيروس كورنا علّم العالمَ أجمع
درسا فصيحا بليغا، وهو أن أفراده يعيشون معنى السفينة الواحدة، فما يصيب المرء في
شرق الكوكب يتأثر به من يحيا على أرض بعيدة في أقصى غربها، علّمهم أن يعيشوا معنى
المصير الواحد، وأن كل خير يتنزّل على الأرض سينعم به إخوتهم في الخلق في مكان آخر، ولذا وجب على الجميع وعلينا خاصة كمسلمين أن نظهر أصالة
أخلاقنا وحقيقة إنسانيتنا في إبراز التضامن الاجتماعي بين أبناء المجتمع، وأن نعيش
هموم غيرنا ونتخلّى عن فكرة النجاة الفردية، علينا أن نقتدي برسول الله ﷺ في مشهد يوم القيامة حينما يسجد تحت العرش
ويشفع عند ربنا الجليل للفصل بين العباد، ويقول ضارعا: "يا رب أمتي
أمتي"، ونحن نقول يا رب: أمتنا الإنسانية، يا رب قومنا، يا رب وطننا،
يا رب أهلنا، يا رب شبابنا، هكذا دون تفرقة بين أحد منهم، لا يليق في وقت الأزمات أن
يستأثر أحد دون غيره، أو ينشغل بنفسه عن الآخرين.. وإن نظرة عجلى على حال الأمة الإسلامية وما تعانيه من
فرقة وانقسام، وانفصام عن الذات والهوية،
حتى كادت كالهباء المنثور الذي تعبث به رياح العبث السياسي والتيه الأخلاقي،
والتشظّي غير المحمود العواقب والعقبات. مما يجعلنا نستحضر ما قاله الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، قوله:
يقولون لي: عيد سعيد وإنه *
ليوم حساب لو نحس ونشعر
أعيد سعيد..
يا لها من سعادة * وأوطاننا فيها الشقاء يزمجر
أما آن للأمة الإسلامية أن تتخذ من جائحة
كورونا محطة للتأمل والعبر بضرورة التوحّد والتعاون والتآزر تجنبا للفُرقة التي ألهبت شرر الخلافات
وأوقدت لهيب الحروب في كل مكان، في العراق واليمن وسوريا وليبيا وغير ذلك، مع استحضار ما
تعرّض ويتعرض له المسجد
الأقصى من انتهاكات، عقب
اقتحام قوات الإحتلال لباحات المسجد الأقصى وإلقاء قنابل والغاز المسيل للدموع على
جموع المصلين الصائمين، وعلى وقع الدماء اليوم التي ما زالت تسيل، وويلات القصف
والتدمير، وآهات الملاحقة والتقتيل، ومرارات الترويع والتخويف يستقبل إخواننا عيد
الفطر هناك.. والمسلمون ـ حولهم ـ تفرّقوا شيعاً وفرقاً وأقطاراً، وما بالهم
تمزَّقوا في صراع لا يرضاه الله ولا يأذن به؟!.
كم يستغيث المستضعفون وهم *
قتلى وأسرى فما يهتزُّ إنسانُ
ما ذا التقاطع في الإسلام
بينكمُ * وأنتمُ يا عباد الله إخوانُ
ألا وإن من سنن الله، أنه ـ سبحانه ـ لا يغير
نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإنحراف عن المنهج وسلوك الطريق
الخاطئ . قال تعالى:"ذَلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
الأنفال:53. ألا وإن
صلاح المجموع لا يتأتَّى إلا إذا صلح الأفراد، وصلاح الأعمال لا يمكن إلا إذا صلح
الفؤاد، فطهروا ـ رعاكم الله ـ سرائركم، وانظروا إلى الدّين ببصركم وبصائركم، فإنه
ـ وأيم الله ـ مليء بالأنوار والأسرار، وإنه لخير كفيل بالعزّة والإنتصار، وبدونه
لا يمكن أن نظفر باستقرار ولا ازدهار، ولقد أقام الله سبحانه وتعالى علينا الحجة
منذ أن قال بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به
الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم
الى صراط مستقيم". أخذ الله بيدي وأيديكم للسير وفق سير القرآن،
وأجارنا جميعا من كيد الشيطان ومكر الإنسان، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، هو
حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الخطبة
الثانية
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر،
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد..
الحمد لله معيدِ الجُمعِ والأعياد، ومبيدِ
الأُمَمِ والأجناد، وجامعِ الناس ليومٍ لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد.
والصلاة والسلام على عبده ورسوله المفضَّلِ على جميع العباد، وعلى آله وأصحابه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر والتًّناد.
أما بعد، عباد الله: واعلموا
ـ أيضا ـ إن من رسائل العيد أن جمال هذا
الدّين يتلخّص في وعد الله تعالى المؤمنين بالحياة الطيبة، قال تعالى: "مَنْ
عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً". فمهما كانت الظروف صعبة فلا بد من الفرحة، تحقيقا لشعيرة
من شعائر الإسلام العظيمة. إنه العيد السعيد الذي جاء بعد عبادة فيها مشقة ومتعة،
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله: "وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقّة
والكلفة بالقصد الأول، وإن وقع ذلك ضمناً وتبعاً في بعضها لأسباب اقتضته لا بد
منها هي من لوازم هذه النشأة، فأوامره سبحانه وحقه الذي أوجبه على عباده وشرائعه
التي شرعها لهم هي قرّة العيون ولذّة القلوب، ونعيم الأرواح وسرورها، وبها شفاؤها وسعادتها وفلاحها
وكمالها في معاشها ومعادها، بل لا سرور لها ولا فرح ولا لذّة ولا نعيم في الحقيقة
إلا بذلك". فلنشُدّ ـ أيها المسلمون ـ بالنواجذ على استمرار عبوديتنا لله وطاعتنا وتقوانا وخشيتنا
له حتى يُختمَ لنا بالخير والإيمان، ونسعد في الدنيا والآخرة . الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد..
عباد الله: قد آن لكم أن
ترجعوا راشدين إلى بيوتكم على غير الطريق التي أتيتم منها، فاعلموا أنكم في الدين
إخوة، وأن المؤمن الحق يرضى بأقدار الله -تعالى-؛
فيشكره على الأقدر الجميلة، ويصطبر على الأقدار المؤلمة؛ ففي كل ذلك خير له، قال ﷺ: "عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ
كُلَّهُ خيرٌ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ، وإن أصابَهُ ما
يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلّا المؤمنُ". فافرحوا ـ أيها المسلمون ـ في مواطن الفرح
واشكروا ربكم على ذلك، واصبروا في مواطن البلاء، حتى تعيشوا بين سعادة أقدار
الخير، وبين عبودية التسليم والرضا بأقدار الله المؤلمة. فالمؤمن لا يفسد فرحه وباء،
ولا يمنعه من سعادته بلاء، ورحم الله الإمام الشافعي؛ حيث قال:
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فرجت وكنت أظنها لا تفرج
فإن من رسائل العيد التي امتنَّ الله بها على
عباده في العيد إظهار الفرح، فاحرصوا فيه على صفاءِ النُّفوس وتصفيتها مِن الضغائن
والشحناء، حتى يَغفر لكم ربُّكم. كونوا في العيد مِن أهل العفو والصَّفح والتجاوز،
وتغافلوا عن الزَّلات والهفوات، وأظهروا الأُلْفة والتآلف، واجتنبوا الفُرْقة
وأسبابها، وابتعدوا عن الخصومات والمنازعات. تصافحوا وتزاوروا وتبادلوا
التهاني والتبريكات، ولكن مع مراعاة الإحترازات الوقائية كارتداء الكمامات وغيرها
من الإجراءات المعلنة للحد من انتشار فيروس كورونا، والله نسأل العافية
للجميع.. هذا، وتذكّروا ـ دوما ـ أن المحبة
ليست قولا باللسان ولا تعبيرا بالأركان، وإنما هي ميل القلب واطمئنانه إلى أخيه
المسلم، فانثُروا عبير الحبّ بين طيات هذه الأيام
السعيدة وتَمتعوا بأجواء العيد التي تَملأ الكونِ إشراقا وبهجة.. ليس من أجل العيد
فقط بل هذا هو منهاج الله الدائم الذي نتّبعه في كل أيام الله.
أسعدنا الله وإياكم بهذا اليوم الجديد، والعيد السعيد، وجعل شهرنا شاهدا
لنا بأداء فرضه، وألا يجعلنا ممن جد واجتهد ولم يرضه، ووصل أيامنا بعده بأجمل السعادات وأكمل
البركات، وأعاد شمس العافية إلى مدارها ببلدنا وببلاد المسلمين أجمعين، وأبقانا في
عافية وسعد ورزق موفور بمنّه وكرمه وفي الخير متعاونين، اللهم واربط على قلوب ﻓﻲ المسجد الأقصى وأكنافه، واحفظهم بما تحفظ به عبادك
الصالحين، وقيد له قائدا كصلاح الدين يحرّره من أيدي الغاصبين ويعيد لنا أمجاد
حطين، بمنك وكرمك يا قوي يا متين. اللهم وأبرم لهذه الأمة أمرا رشدا، تعز
فيه وليك، وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك .اللهم الطف بنا وبالمسلمين فيما جرت به المقادير، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا
ولمشايخنا ولولي أمرنا ولجميع المسلمين والمسلمات، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد صلاة تهب
لنا بها أكمل المراد، وفوق المراد، في دار الدنيا ودار المعاد، عدد ما علمت وزنة
ما علمت وملء ما علمت. وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين.
عيد سعيد وكل
عام والأمةُ الإسلاميةُ في عزة ورفعة وتأييد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق