18 أبريل 2024

الموضوع: كن (معاذًا) في مثل موقفه، ولا تخذل أخاك.. الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة

       الحمد لله الدائم بره، النافذ أمره، الغالب قهره، الواجب حمده وشكره، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك والتدبير، جلَّ ذكره، وإليه يُرجع الأمر كله، علانيته وسره، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، الهادي البشير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحابته الأخيار، ما جن ليل وبزغ نهار، وسلَّم تسليماً كثيراً.

    أيها المسلمون: هناك مواقف وسلوكيات مختلفة في حياتنا اليومية تتحوّل بمرور الزمن إلى ثقافة، والمواقف والسلوكيات هما بعدان لشخصية كل فرد، وصاحب المواقف الصحيحة يتحلّى بالسلوكيات الصحيحة أيضا. فمثلا حين يتباطأ الشخص عن القيام بما يجب عليه في حينه، فهو عندئذ متواطئ برغبة السلامة أو فطرة المكابرة، ولا قيمة حينئذ لما يقوم به بعد ذلك، وقديما قال الشاعر:

                              إذا لم يُغَبِّر حائطٌ في وقوعِه * فليس له بعد الوقوعِ غُبَارُ .

  وهذا هو أحد المفاهيم التي ترسخت عند الصحابة، ففي البخاري ومسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه أحد المخلفين في غزوة تبوك أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم بغيابه في الغزوة قال: ما فعل كعب؟، اطمئناناً منه صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فهو يسأل لماذا لم يأت كعب معنا؟ فقال رجل من بني سلمة -بكسر اللام- يا رسول الله! حبسه برداه أي: حبسته ثيابه، ونظره في عطفيه يعني: في حسن وبهاء الثوب الذي عليه، والمراد من ذلك: أن الدنيا قد شغلته عن القدوم إلى الغزوة. فرد عليه معاذ بن جبل رضي الله عنه قائلاً: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً.

     الشاهد هنا أن معاذاً رضي الله لم يتباطأ ولم يتردّد، بل دافع عن أخيه كعب، وإن كان كعب متخلفاً عن أهم غزوة في حياة المؤمنين، فمعاذ عذر أخاه حتى يعرف سبب تخلفه عن هذه الغزوة، هذه هي الأخوة الحقيقية، وهذا هو المعنى الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم عن الأخوة.

    هذا، وإن مما لا مرية فيه أن جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إخوة، لا تفصل بينهم حدود، ولا تفرّقهم جنسيات، والرابط الأساس بين أفراد الأمة جمعاء الأخوة الإسلامية، وإن ما تواجهه اليوم أرض فلسطين عامة وغزة بالخصوص جريمة إنسانية متكاملة الأركان والشروط، حيث تتعرض إلى مؤامرة عالمية يشجعها ضعف وتخاذل النظام الرسمي العربي وتآمر أطراف عديدة منه، قال الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: "إن فلسطين وديعة محمد صلى الله عليه وسلم عندنا، وأمانة عمر في ذمتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة، إنا إذا لخاسرون".

     أيها المسلمون: إن نصرة فلسطين والفلسطينيين المظلومين والمستضعفين واجب أخلاقي وإنساني وشرعي، توجبه الظروف القاسية التي يمرون بها، من قصف متواصل؛ وتقتيل وتشريد العزل، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم ومحاولة تهجيرهم، حيث لا يمكن وصف ذلك إلا بالإبادة الجماعية والعالم "المتحضر" كله يتفرج مع الأسف، بل يسارع إلى مدّ يد العون للمعتدي الغاصب. وإن تخلف المسلم عن نصرتهم مع القدرة على ذلك، وهو يرى بعينه إذلال أخيه ألبسه الله لباس ذل أمام الخلق يوم القيامة؛ لتقصيره في نصرة أخيه، ورفع الذل عنه. خرّج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل بن حُنَيف عن أبيه عن النبي قال: "من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره، و هو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة". وخرّج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من امرئ مسلم يخُذلُ امرأً مسلماً في موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يُحبٌّ فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موضع يحبُ فيه نُصرته".

   ولئن صمتت الدول الغربية فليس ذلك بمستغرب لأنها داعمة للصهاينة في السر والعلن، ولكن الصمت والخذلان العربي مؤلم لدرجة كبيرة، لأن المسلم أخو المسلم ويتطلب الأمر نصرته خاصة وقت الشدائد والمحن،  وإن المسؤولية أمام الله تتفاوت بحسب موقع كل فرد ومكانته وتأثيره وعمله ووظيفته وخبرته وعلمه وعلاقاته؛ فكلما كانت الإمكانات أكبر كانت المسؤولية أعظم، وكلما كانت المكانة والموقع أقوى كانت المسؤولية أكبر.

    أقول: وإنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز ان الشعب الجزائري لم يتوان أبدا من تقديم يد العون والإسناد للشعب الفلسطيني، وذلك منذ تأسيس الهيئة العليا لإعانة فلسطين سنة 1948م، والجزائريون حينها لم يلملموا بعد جراح مجازر الثامن من مايو 1945م، حيث عملت هذه الهيئة بقيادة جمعية علماء المسلمين على جمع التبرعات لصالح فلسطين، يقول الشيخ الإبراهيمي أحد أبرز قادتها: "… ثم شرعنا في العمل في خواتم رمضان المبارك، فاجتمع لدينا من هبات المحسنين عدة ملايين من الفرنكات أبلغناها إلى مأمنها في فلسطين…"، ولا يزال إلى الآن غالبية الجزائريين يعتبرون شعار"نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". الذي أطلقه الرئيس الراحل هواري بومدين ممثّلا لهم. ويكفي أنه اعترف في شهر أكتوبر 2023م "عوفير برونشتاين" المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، بأن "الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي لم توقف مساعدتها المادية الموجهة إلى فلسطين.."

   وها هي الجزائر اليوم تضع باللون الأزرق مشروع قرار طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة بدعم من المجموعة العربية، وتأتي هذه الخطوة عقب الجهود الحثيثة التي بذلها الجهاز الدبلوماسي الجزائري وفقا لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، التي أمر من خلالها بالعمل على حشد أكبر قدر ممكن من الدعم لتمكين دولة فلسطين من الحصول على عضويتها الكاملة بهيئة الأمم المتحدة. وهي خطوة سيجّلها التاريخ.. ولئن لم تكن الأولى للجزائريين، ولن تكون الأخيرة، وليست منّة ولا تفاخرا، ولكنها تؤكد مرّة أخرى في أذهان الأجيال العربية بأن فلسطين عندهم فوق كل اعتبار.

   أيها المسلمون: - وبناء على قاعدة: "أن لكل فعل ردّة فعل مساوية له في القوّة ومضادّة له في الإتجاه"، أقول لكل من يسمع خطابي أو يقرأ كلامي-: كن معاذا في مثل موقفه، ولا تخذل أخاك الفلسطيني.. ففي الخذلان لا توجد فرصه ثانية، وليس كل المواقف تستطيع فيها التبرير والإعتذار، ولعل هذا السبب الذي جعل برنارد شو يعتذر عن قبول جائزة نوبل بعد أن بلغ ذروة الشيخوخة. وما أدراك ما قيمة جائزة نوبل عند أهلها.

    وعلى الجميع العودة إلى الماضي (var)، لتحرير العقول من رغبة السلامة وفطرة المكابرة، للمضي قدماً في رحلة الوعي الخالص دون تلويث أو توجيه مغلوط للمسار قبل فات الأوان. وهذه نفثة حرَّى من محب، ولعل الإشارة بها تصيب مرماها أو قريب ممّن يبلّغها منتهاها.. وإلا سنكتفي بأن نقول بأنها رمية كحجر المقلاع ليس لها اتجاه محدّد..

اللهم إنا نسألك بذلِّ عبوديتنا لك، وبعظيم افتقارنا لك، أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.. اللهم أَنْجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم أَنْجِ المستضعفين من المؤمنين، وجنّبنا ومن نحب ما قد يخلّفه وجعٌ خُصّبَ بنطفة من خِذلان، فبك نستعين ولا حول ولا قوة إلا بك..

07 أبريل 2024

الموضوع : عيد الفطر ـ بأية حال عدت يا عيد

       الله أكبر (7)..  .. الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر، الله أكبر ولله الحمد. سهَّل للعباد طريق العبادة ويسر. وأفاض عليهم من خزائن جوده التي لا تحصر. أحمده سبحانه على نعمه، وأشكره وهو المستحق لأنْ يُحْمدَ ويشكر.

    وأشهد أن لا إله الا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمد بن عبد الله، نبي الله المصطفى ورسوله المجتبى. صلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وما تعاقب الليل والنهار، وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار..

      أما بعد أيها المسلمون: فاليوم يوم الفرح والسعادة والحبور، اليوم يوم الجوائز والمنائح للعابدين، اليوم تاج على رأس الصيام لا يجمُل ولا يحلَى إلا به. اليوم ضيافة الرحمن وفضله ورحمته. قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ يونس: 58.

      وإن من رحمته ـ يا عباد الله ـ أن أبقاكم حتى صمتم رمضان. وإن من رحمته أن قمتم وقرأتم وصليتم. فمن وفقه الله لرحمته وأخذ منها بنصيب، فهذا هو الفرح الذي لا يعدله شيء ولو جمعت للمرء الدنيا بحذافيرها.

فهنيئًا لكم هذا اليومُ البهيج، هنيئًا لكم هذا اليومُ المجيد، هنيئًا لكم يومُ العيد، ويومُ الأفراحِ والمسارّ، والبهجة والأنوار، جعله الله مقرونا بالقَبول، ودَركِ البغيةِ ونُجح المأمول. فلك الحمد -يا ربي- على إكمال عدّة الصيامِ، ولك الحمد -يا ربي- على إدراك رمضان حتى التمام، وحضوره حتى الختام، جعلنا الله ممن أُعتق فيه من النار، وأُنزل منازل الصادقين الأبرار.   الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر..

   أيها المسلمون: لكم أن تفرحوا بطاعة ربكم وامتثالكم لأمره، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". وليكن رائدكم في هذ السلوك البهيج هو النبي الذي أرشد أمته إلى طرائق البهجة والسرور، وكان يحرص على أن يكون هو ومن حوله أشدَّ الناس فرحا بالأعياد، حتى لكأن المسلمين في أيام أعيادهم لا يشغلهم سوى المفاكهة والحياة السعيدة، والحقُّ أن مبعث ذلك هو التوازن بين الروح والمادة، والمرح والجِدّ الذي أسسته له قيم الإسلام، وقامت عليه دعائم العمران والاجتماع الإسلامي!.

إن العيد في الإسلام غبطة في الدين والطاعة، بهجة في الدنيا والحياة، ومظهر القوة والإخاء، إنه فرحة بإنتصار الإرادة الخيّرة علي الأهواء والشهوات، إن العيد مناسبة لإطلاق الأيدي الخيرة في مجال الخير، وهي مناسبة لتجديد أواصر الرحم في الأقرباء، والود من الأصدقاء، تتقارب القلوب علي المحبة، وتتجمع علي الألفة، وترتفع عن الضغائن. الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر..

       فيا من صمتم وقمتم، وخشعتم ودعوتم. الصيام مدرسة ربانية أخذتم فيها دورة تدريبة علي الطاعة والانقياد إليه، تركتم الحلال الطعام والشراب والشهوة، أفلم تتهيأ نفوسكم لترك الحرام في رمضان وفي غير رمضان؟!. فاجعلو كل شهوركم رمضان، وكل أيامكم أعيادا بطاعة الرحمن، فلقد كان سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ويخافون من ردّه وإبطاله، قال فضالة بن عبيد رحمه الله: لأن أعلم، أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل، أحب إلي من الدنيا وما فيها، لأن الله تعالى يقول: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ". تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وبلَّغنا جميعاً جزيل المواهب وخير الآمال. الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر..

     أيها المسلمون: لئن كان من حق العيد علينا أن نباهج به ونفرح، وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني ونطرح الهموم، فواجبا علينا من هنا أن نلتفت بحزن وأسى إلى غزة هاشم، التي تحمّلت وتتحمل ذلكم الكمّ الهائل من التضحيات، ودفعت الشهداء من الشيوخ والنساء والأطفال وخيرة الرجال والشباب ثمناً لصمودها ومقاومتها للعدوان السافر على أرضها.. ولذا فحقيقة عيدنا هذا العام مختلف، فيه من الفرح ما فيه، وفيه من الحزن ما فيه. فيه الفرح بإكمال الشهر مستشعرين قول الله تعالى «ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون». البقرة 185. وأسأل الله أن يكون خَتم ربنا لي ولكم شهرنا هذا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل متقبل مبرور.  

ففي هذا العيد يتردّد على مسامعنا قول شاعرنا المتنبي:

عيد بأية حال عدت يا عيد * بما مضى أم بأمر فيك تجديد

   حيث يخاطب المتنبي العيد متسائلا عن الحالة التي عاد فيها، ويستفهم إن كان هذا العيد قد جاء بأمر جديد مختلف عما مضى وسبق، أم أنه جاء بالهموم والمتاعب التي اعتاد عليها المتنبي من قبل.

أما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد

   وهنا يتأسف المتنبي على بعد أحبته عنه، نعم بعد الأحبة وفقدهم محزن ومؤلم، ولكن يا أبا الطيب إن مع البعد قتل واجتياح وتدمير تقوم به قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وإنها لترخي على عيدنا ظلالا قاتمة تنزع من قلوب المسلمين الفرح، وتنكأ لديهم جراحا غائرة .فلا شيء حاضر في العيد إلا صورة الحزن الذي يسكننا، ويسكن حياة الكثير من الأسر الغزاوية في هذا العيد، العيد الذي انتهى معه الصيام عن الطعام والشراب، دون أن ينتهي الصيام عن فرحة صادرها الاحتلال من الفلسطينيين في حلهم وترحالهم.. والله المستعان. الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر..

     أيها المسلمون: وبما أن الفرح والحزن من الأحوال التي يصاب بها جميع الناس، والمسلم يجمع بين الفرح بما يفرحه من طاعة الله، أو حصول خير له، ويحزن لما يصيبه أو أمته من أذى وأسى، قال ابن الجوزي في التذكرة في الوعظ (ص: 31): "طوبى لعبد إذا أحسن إليه ربه حمد وشكر، وإذا أساء إلى نفسه تاب واستغفر، كلما قضى عليه بمعصية اغتم وحزن، وكلما وفق لطاعة فرح واستبشر".

     ولذا لا بد أن نطُوفَ ببحر التهاني على شاطئ الأمل، رغم الظروف التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي من شهداء وأسرى وجرحى، قَبْلَ وطول شهر رمضان المبارك من هجمات مسعورة على غزة والقدس الشريف والمدن الفلسطينية، وإنه الوفاءُ لأولئك الأبطال الذين ضحّوا بأرواحهم أو بصحتهم أو بحريتهم من أجل فلسطين، ومن أجل شعب فلسطين، بل ودفاعا عن كرامة الأمة، ودفاعا عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها الواعد.. ورغم الجراح والآلام نفرح، وهذا الفرح مقدّمة للفرح الأكبر بتحرير فلسطين والأقصى وعودة الشعب الفلسطيني لوطنه. وعُمر الأمة أطول من أعمار كل المحن والظالمين، وأنتم تعرفون أن مَن حوصروا في الخندق هم من فتحوا مكة..

لئن عرف التاريخ أوسا وخزرجا * فلله أوسٌ قادمون وخزرجُ

وإن كنوز الغيب لتخفي طلائعا * صابرة رغم المكائد تخرج

   وعليه فإننا نتضرع إلى الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة علينا وعلى أبناء شعب فلسطين وقد تحققت أمانينا وأمانيه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. هذا أملنا، وإن يكن عزيزا فما هو على الله بعزيز. الله أكبر.. ألله أكبر.. الله أكبر..

    بارك الله لهم وللمسلمين أجمعين في عيدهم، ومكَّن لهم دينهم الذي ارتضَى لهم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.